الاثنين، 15 أغسطس 2022

جهود المملكة العربية السعودية للارتقاء بمؤشر رأس المال الاجتماعي لتحقيق رؤية 2030

 أن من أهداف رؤية المملكة العربية السعودية 2030 "الارتقاء بمؤشر رأس المال الاجتماعي من المرتبة 26 إلى 10". لذا؛ فقد عملت المملكة على تحسين سياسات الرعاية الاجتماعية لما لها من دور كبير في إنشاء روابط اجتماعية إيجابية. وفي هذا الصدد، أدركت الرؤية رغبة كل أسرة بتملّك مسكن، وبأهمية ذلك في تعزيز تلك الروابط. وبما أن نسبة تملّك السكن الحالية تبلغ (٤٧%)، ومع أن عدد المواطنين في الشريحة العمرية الراغبة في تملّك مسكن في تنامٍ مستمرّ، فعملت على رفع هذه النسبة بمقدار لا يقل عن (5%) عام (2020م)، وذلك بسنّ عدد من الأنظمة واللوائح، وتحفيز القطاع الخاص، وبناء شراكة فاعلة مع المواطن لتمكينه من الحصول على مسكن ملائم، خلال فترة مناسبة وفق مسارات تملّك تقدم حلولًا تمويلية وادخارية تتناسب مع احتياجاته السكنية.

 كما عنيت ببناء شخصيات أبناء الوطن، بترسيخ القيم الإيجابية عن طريق تطوير المنظومة التعليمية والتربوية بجميع مكوناتها، مما يمكّن المدرسة بالتعاون مع الأسرة من تقوية نسيج المجتمع، من خلال إكساب الطالب المعارف والمهارات والسلوكيات الحميدة ليكون ذا شخصية مستقلة تتصف بروح المبادرة والمثابرة والقيادة، ولديها القدر الكافي من الوعي الذاتي والاجتماعي والثقافي، وتقديم مجموعة كبيرة من الأنشطة الثقافية والاجتماعية والتطوعية والرياضية عبر تمكين المنظومة التعليمية والثقافية والترفيهية، إلى جانب ذلك دعمت تمكين المجتمع السعودي بتطوير منظومة الخدمات الاجتماعية لتكون أكثر كفاءة وتمكينًا وعدالة، من خلال تعظيم الاستفادة من دعم الغذاء والوقود والكهرباء والماء، وتوجيه الدعم لمستحقيه. مع الاهتمام الخاصّ بالمواطنين الذين يحتاجون إلى الرعاية الدائمة، بتقديم الدعم المستمر لهم، والعمل مع القطاع غير الربحي وعبر الشراكة مع القطاع الخاص على توفير فرص التدريب والتأهيل اللازم التي تمكّنهم من الالتحاق بسوق العمل، كما قدمت الرعاية الصحية الشاملة، وبذلت جهود كبيرة لتطوير المنظومة الصحية، حيث بلغت نسبة عدد الأسرّة (2,2) لكل (1000) نسمة، وارتفع متوسط العمر للفرد من (٦٦) إلى (٧٤) عامًا. وتم العمل على تحقيق الاستفادة المثلى من المستشفيات والمراكز الطبية في تحسين جودة الخدمات الصحية بشقيها الوقائي والعلاجي. ورفع درجة التنسيق بين خدمات الرعاية الصحية والرعاية الاجتماعية لتحقيق التكامل في تلبية متطلبات المستفيدين منها واحتياجاتهم. والعمل على توسيع قاعدة المستفيدين من نظام التأمين الصحي، وتسهيل الحصول على الخدمة بشكل أسرع، وتقليص أوقات الانتظار للوصول إلى الأخصائيين والاستشاريين، وتدريب الأطباء لرفع قدراتهم على مواجهة وعلاج الأمراض المزمنة التي تشكل تحديًا وخطرا على صحة المواطنين مثل أمراض القلب والسكر والسرطان.

       ونجحت في الارتقاء بمؤشر رأس المال الاجتماعي، في ظل ما تحقق من منجزات لافتة وغير مسبوقة؛ يأتي في طليعتها بناء منظومة السلامة المرورية حيث انخفضت عدد الحوادث ما بين عام 2017 حتى عام 2018 بنسبة 30,8%، وانخفضت عدد الوفيات الناتجة عن الحوادث بنسبة 19,8%، وانخفضت نسبة عدد الإصابات الناتجة عن الحوادث إلى 5,8%، وذلك بفضل التوسع في الرصد الآلي الثابت والمتحرك، وافتتاح 86 مركز إسعاف على الطرق، وتعديل نظم المرور ذلك بالإضافة إلى الحملات التوعوية، كما تجاوز المتوسط العالمي لسرعة الانترنت؛ حيث تم زيادة سرعة الإنترنت للجوال من 16 ميجا بيت في الثانية إلى 41,2 وزيادة سرعة الإنترنت المنزلي من 21 ميجا بيت في الثانية إلى 46,9 ما بين عام 2017 حتى عام 2019.

     وساهمت تلك الجهود في تحسين سياسات الرعاية الاجتماعية الموجهة للمواطنين والمقيمين سواء من قبل الدوائر الحكومية والجهات غير الربحية والقطاع الخاص. كما عملت على زيادة ترابط أفراد المجتمع وذلك من خلال المجالس التنسيقية للجهات الخيرية أو الوزارات المعنية بالتنمية الاجتماعية، وكذلك من خلال المجالس الاقتصادية والاجتماعية التي عززت من الروابط الاجتماعية في الأحياء بإعادة التصميم الحضري، والحد من العنف الأسري، وتعزيز الروابط الأسرية. والتي عملت على تحقيق أحد أهداف المملكة وفق رؤيتها2030.